آخر الموضوعات

الأحد، 7 أبريل 2013

حلمت يوما......

حلمت ذات يوم أن يثور شعب مصر على الظلم والفساد  وأن تكون مصر لكل المصريين ينعمون بخيراتها ويقتسمون مقدراتها دون تمييز بين أبنائها . واستيقظت يوم الخامس والعشرين من يناير 2011 فوجدت  شباب مصر الطاهر خرج عن صمته واحتشد بالشوارع والميادين وثار يطالب بالحرية والعيش والعدالة الاجتماعية وكانت سعادتي بالغة لتحيق حلمي ونزلت لمشاركتهم وأُزيح رأس الدولة ونجحت الثورة السلمية وإن شابها بعض العنف في أماكن مُتفرقة من بعض الأيادي الخفية والنفوس الضعيفة بقصد الانتقام ولأغراض يعلمون مقصدها ولكن شبابنا برئ من أي عنف ورغم ذلك ساورني أمل لتحقيق حلمي .
ولكن ماذا حدث أين الثورة والثوار لن أجد لهما وجود على الأرض من هؤلاء الذين يظهرون على المسرح السياسي ويجنون ثمار الثورة بل يختطفونها من أيد أصحابها ويُبدلون مطالبها بل يُعيدون ما ثار الشباب من أجله . أين الحرية ؟ لا وجود لها . أين الأمن ؟ اختفى . أين العيش؟ لا نجده وارتفعت الأسعار . أين العدالة الاجتماعية ومقدرات الدولة ؟ لا وجود لها بل استحوذ عليها نفر لأنفسهم دون بقية الشعب .
ماذا نفعل ؟؟؟ هل نرضى بالواقع المرير ؟ هل نثور مرة أخرى ؟ هل نعيش في الحلم حتى يأتي أناس غيرنا ليحققوه ؟ أعيش في حيرة يكاد قلبي أن يتوقف ولساني  يعجز عن الكلام .
أين مصر ؟ أين الثوار؟ أين وحدة شعب مصر ؟ تساؤلات تحتاج لإجابات .
ليست هذه مصر التي أعرفها لأن مصر التي أعرفها هي الأمن والأمان هي وحدة أبنائها مسلم ومسيحي الذين دافعوا عن ترابها وحرروا أرضها من كل مستعمر ومُحتل وبذلوا من أجلها النفس والنفيس وسالت دماؤهم على أرضها الذين جدوا وعملوا وأخلصوا لبنائها وتقدمها . أما ما أراه من تناحر بل واقتتال من أجل السلطة والسيطرة وفرض الرأي الواحد وتفرقة بين أبناء الشعب الموحد طيلة حياته والوقيعة ونشر الفتن وإراقة الدماء المصرية بأيد مصرية وخلق الأزمات الاقتصادية يجعلني أتيقن أنني في بلد آخر غير مصر التي أعرفها وعشت فيها ثلاثة وخمسون عاما لا أعرف سوى أنني مصري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق